مشبال يُحذر من تآكل الثقة في الأحزاب: برلماني عن تطوان استقر بالرباط ولا يظهر إلا في الصيف!

وجّه الإعلامي والباحث في الخطاب السياسي، الأمين مشبال، انتقادات لاذعة للممارسات السياسية السائدة في المغرب، خاصة ما يتعلق بعلاقة المنتخبين بمواطنيهم، محذرا من تفاقم العزوف السياسي وموت السياسة بمعناها النبيل.

وقال مشبال في تصريح لـ”الشمال نيوز” بخصوص التحركات اللافتة للسياسيين بجهة طنجة في الفترة الأخيرة تزامنا مع اقتراب الانتخابات التشريعية “إن من الطبيعي أن تزداد تحركات المنتخبين مع اقتراب الانتخابات”، لكن ما وصفه بـ”غير الطبيعي والخلل الفظيع” هو أن يختفي المنتخبون عن أنظار من صوتوا لهم طيلة الولاية الانتخابية، كما هو حال أحد برلمانيي تطوان، الذي “استقر منذ سنوات في العاصمة الرباط، ولا يظهر في تطوان إلا خلال فصل الصيف لقضاء عطلة في فيلته، أو عند اقتراب موسم الحصاد السياسي”.

واعتبر مشبال أن هذه الظاهرة ليست معزولة، بل هي نتيجة مباشرة لتآكل الرصيد السياسي للأحزاب المغربية، خاصة تلك المنحدرة من الحركة الوطنية، مثل حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي وحزب التقدم والاشتراكية.

وأضاف مشبال في ذات التصريح، أن هذه الأحزاب أصبحت تعتمد على “أصحاب الشكارة” والأعيان بدل الكفاءات والمناضلين، مقتبسة في ذلك أساليب كانت تنتقدها لدى الأحزاب “الإدارية”.

وأشار الباحث إلى أن المشاركة الانتخابية لم تعد وسيلة لرفع الوعي أو لعرض البرامج السياسية، بل تحوّلت إلى وسيلة لتحقيق مكاسب سياسية وشخصية، مثل الوصول إلى مناصب وزارية أو مراكز في مؤسسات كبرى، مشيرا إلى تفشي منطق “الربح والخسارة” واستنساخ الأحزاب لتقنيات المعاملات التجارية في التعامل مع الناخبين.

ولم يغفل مشبال الإشارة إلى الفساد السياسي المحلي، مشيرا إلى وجود منتخبين سبق أن صدرت في حقهم أحكام بالسجن في قضايا نصب واحتيال، لا زالوا يمثلون تطوان في المحافل وكأن شيئا لم يكن، معتبرا أن هذا الواقع يُضعف المبدأ الدستوري الذي يربط المسؤولية بالمحاسبة.

وختم مشبال بتأكيد أن كل هذه الممارسات تؤدي إلى النتيجة الحتمية، وهي استفحال العزوف الانتخابي، وتآكل الثقة في السياسة كأداة نبيلة لخدمة المجتمع.

لا توجد تعليقات