الشمال نيوز:
قالت صحيفة “الإيكونوميستا” الإسبانية، إن مدينة طنجة تُمثّل إحدى الركائز الحيوية التي تدفع المغرب نحو تصدّر مشهد صناعة السيارات في إفريقيا، مشيرة إلى أن المملكة باتت قريبة من تجاوز دول أوروبية مثل إيطاليا وبولندا ورومانيا في حجم الإنتاج، في ظل توسّع ملحوظ لمنصات التصنيع، لا سيما في طنجة والقنيطرة.
وأشار التقرير إلى أن المنطقة الصناعية طنجة المتوسط أضحت مركزا محوريا في خارطة الاستثمار الصناعي بالمغرب، حيث تحتضن مصانع كبرى مثل “رونو”، إضافة إلى مشاريع توسّع مرتقبة من شركات أوروبية وصينية، ضمن توجه استراتيجي نحو إنتاج منخفض التكلفة وقريب من السوق الأوروبية.
ووصفت الصحيفة المغرب، بناءً على تحليل بنك “جي بي مورغان”، بأنه “نسخة منخفضة التكلفة من إسبانيا”، نتيجة اعتماده المتزايد على صناعة السيارات والسياحة، وهما قطاعان شكّلا لعقود ركيزتين لاقتصاد الجارة الشمالية.
وسجلت طنجة، بفضل موقعها الجغرافي القريب من أوروبا وتوفر البنية التحتية الحديثة، قفزة كبيرة في إنتاج السيارات، حيث تجاوزت الأرقام 350 ألف وحدة خلال النصف الأول من سنة 2025، بزيادة بلغت 36% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وذكر التقرير أن الشركات الصينية كثفت استثماراتها في طنجة، خاصة في مجال البطاريات الكهربائية، إذ تعتزم شركة “غوشن هاي تيك” إنشاء مصنع ضخم لدعم قطاع السيارات الكهربائية، ما يعزز من موقع طنجة في سلاسل القيمة العالمية.
وإلى جانب الصناعة، أشار التقرير إلى أن قطاع السياحة في المغرب يشهد نموًا متسارعًا، مدفوعًا بوجهات مثل مراكش وطنجة، وهو ما يشكّل تحديًا واضحًا للاقتصاد الإسباني الذي لطالما اعتمد على السياحة والصناعة كمصادر رئيسية للدخل والتشغيل.
وخلصت الصحيفة إلى أن المسار الاقتصادي للمغرب، والذي تُجسّده مدن كطنجة، يشبه المسار الذي عرفته إسبانيا في الستينات والسبعينات، مع اختلاف في السياقات، لافتة إلى أن هذا التطور يُنذر بتحوّل استراتيجي في موازين التنافس الإقليمي بين البلدين.