الطيار لـ”الشمال نيوز”: حسم المغرب لملف الصحراء يثير قلق أطراف إسبانية بشأن سبتة ومليلية

أكد المحلل السياسي والخبير العسكري، محمد الطيار، في تصريح خاص لـ”الشمال نيوز”، أن النجاح المغربي في حسم ملف الصحراء بات يثير قلقا متزايدا داخل الأوساط الإسبانية، لا سيما تلك ذات التوجهات الأمنية والعسكرية، مشيرا إلى أن هذا القلق ناجم عن مجموعة من العوامل الاستراتيجية التي باتت تُعيد رسم معادلة التوازن بين الرباط ومدريد.

وأوضح الطيار أن “القضية أصبحت تشكل هاجسا أمنيا حقيقيا لدى الإسبان، بسبب التطور الكبير الذي يشهده المغرب على المستويين الاقتصادي والعسكري، إلى جانب استقراره السياسي”، مضيفا في هذا السياق، أن الترسانة العسكرية المغربية شهدت في السنوات الأخيرة تطورا غير مسبوق، مدعومة بأسلحة نوعية ودقيقة حصل عليها المغرب من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، مما يجعلها، بحسب الطيار، تتفوق في عدة نواح على مثيلتها الإسبانية.

كما اعتبر الطيار أن هذا التفوق العسكري والنجاح في طيّ صفحة الصحراء لصالح المغرب، زاد من منسوب القلق الإسباني، خصوصا مع استمرار بعض الملفات العالقة بين البلدين، وعلى رأسها قضية سبتة ومليلية والجزر الجعفرية. وأكد أن مدريد تشعر بأن الرباط، وقد أحرز تقدما نهائيا في ملف الصحراء، ستتجه حتمًا نحو المطالبة باستكمال وحدتها الترابية، بما في ذلك استرجاع المدينتين المحتلتين.

وأشار الطيار في ذات التصريح لـ”الشمال نيوز” إلى أن المغرب لطالما تعامل مع الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي من منطلق أن سبتة ومليلية أراض محتلة، مضيفا أن هذا الخطاب أصبح يشكل مصدر إزعاج في إسبانيا. ولفت إلى أن محللين أمنيين وعسكريين إسبان بدؤوا بالفعل في طرح سيناريوهات تتعلق بإمكانية نشوب نزاع أو مواجهة عسكرية، وصلت حد الدعوة إلى تدخل الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو للدفاع عن إسبانيا.

من جهة أخرى، كشف الطيار أن بعض الأصوات في الشارع الإسباني باتت تقترح خيار السيادة المشتركة على المدينتين، لكنه استبعد أهمية هذا الطرح، مؤكدا أن المغرب ماض في مسار استكمال وحدته الترابية، ولا يقبل إلا بحل يعيد إليه كامل سيادته على أراضيه.

وختم الطيار تصريحه بالتأكيد على أن الإجراءات المغربية الأخيرة تجاه سبتة ومليلية، خاصة في ما يتعلق بمراقبة الهجرة غير النظامية وتنظيم حركة البضائع، تندرج ضمن استراتيجية لحماية الأمن القومي وضمان المصالح الوطنية، بما يضمن التوازن في العلاقة مع الجارة الشمالية.

لا توجد تعليقات