ركود غير متوقع في ذروة الموسم السياحي بجهة الشمال

الشمال نيوز:

شهدت جهة طنجة تطوان الحسيمة (شمال المغرب) خلال شهر يوليوز من صيف 2025 تراجعا غير مسبوق في الرواج السياحي، في مفارقة لافتة أثارت استغراب الفاعلين في القطاع والمراقبين على حد سواء.

فبعدما ظل شهر يوليوز لسنوات يمثل ذروة الموسم السياحي بالشمال المغربي، سجّل هذا العام مؤشرات ضعيفة على مستوى الإقبال والنشاط الاقتصادي المرتبط بالقطاع، سواء في المدن الساحلية الكبرى كطنجة وتطوان والمضيق، أو في الوجهات الشاطئية الصغرى التي تعرف عادة اكتظاظا في مثل هذه الفترة من السنة.

هذا التراجع المفاجئ أثار موجة من التساؤلات حول أسبابه ودلالاته، خاصة أن يونيو الماضي شهد بداية تدريجية لموسم الاصطياف، فيما يُرتقب أن يحمل غشت بعض الانتعاش مع توافد أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج. إلا أن ما جرى في يوليوز يُعتبر مؤشرا سلبيا يفرض وقفة تقييم عاجلة.

وحسب شهادات مهنية وملاحظات ميدانية، فإن ارتفاع الأسعار بشكل غير مبرر كان من بين أبرز العوامل التي دفعت كثيرا من المصطافين إلى تغيير وجهاتهم هذا الصيف، إذ وجد العديد من المواطنين أن تكلفة الإقامة والخدمات في طنجة ونواحيها أصبحت لا تقل عن تلك التي تقدمها وجهات خارجية أو داخلية منافسة، مع غياب تنافسية حقيقية في ما يتعلق بالجودة أو التنوع الترفيهي.

كما ساهم غياب العروض الثقافية والفنية الكبرى، التي اعتاد عليها الزوار في السنوات الماضية، في تقليص جاذبية المنطقة خلال هذا الموسم.

إلى جانب ذلك، ظهرت مؤشرات على تحوّل تدريجي في سلوك السائح المغربي، الذي بات يبحث عن تجارب جديدة ومناطق أقل ازدحامًا وأكثر انسجامًا مع قدرته الشرائية. وهو ما يفسر الإقبال النسبي على بعض الوجهات البديلة في الجنوب أو الأطلس، التي تقدم طبيعة خلابة بأسعار معقولة وخدمات في تحسّن مستمر.

وفي خضم هذا الوضع، دقّ عدد من المهنيين ناقوس الخطر بشأن تأثير هذا التراجع على التوازن الاقتصادي المحلي، لا سيما أن عددا من الأسر والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة تعتمد بشكل كبير على عائدات الموسم الصيفي. كما عبّر هؤلاء عن أملهم في أن يشهد النصف الثاني من شهر غشت بعض التعويض، خصوصا مع ارتفاع وتيرة التنقلات والسفر بعد العودة الجماعية للمغاربة المقيمين بالخارج وتزامنها مع عطل رسمية.

وتطرح هذه المؤشرات الحاجة إلى مراجعة شاملة للسياسات الترويجية والسياحية بجهة الشمال، بما يضمن تعزيز جاذبية المنطقة دون إثقال كاهل الزوار، وتقديم خدمات متجددة تواكب تطلعات السائح المغربي والأجنبي على حد سواء.

لا توجد تعليقات