الشمال نيوز – متابعة
خصصت صحيفة لو فيغارو الفرنسية ملفا مفصلا يرسم خارطة طريق سياحية شاملة للزوار الراغبين في اكتشاف مدينة طنجة التي تجمع بين غنى التراث وحداثة البنية التحتية.
وتحت عنوان “طنجة، ماذا ترى وماذا تزور؟ شواطئ، مطاعم، فنادق، نصائح ودليل سفر“ قدمت الصحيفة دليلا مفصلا يشمل مختلف الجوانب المرتبطة بالتجربة السياحية في طنجة، من المسارات الموصى بها خلال يومين من الزيارة، الى الاماكن التي لا يمكن تفويتها، مرورا بأشهر المقاهي والمطاعم، وانتهاء بخيارات الاقامة والنصائح العملية المرتبطة بالتنقل وتوقيت السفر.
وتنطلق الجولة المقترحة من ساحة الميناء القديم وصولا الى مغارة هرقل ورأس سبارطيل، مرورا بالمدينة العتيقة ومقهى حفّة المطل على البحر، حيث دعت الصحيفة قراءها الى الاستمتاع بمشهد الغروب فوق مضيق جبل طارق، والاحساس بنبض طنجة القديمة بين الازقة والمحال التقليدية والقصبات التي تحكي فصولا من التاريخ المشترك بين افريقيا واوروبا.
في الشق البحري، قدمت لو فيغارو توصيات بالشواطئ المفضلة لدى الطنجاويين وزوار المدينة، مثل شاطئ سيدي قاسم وشاطئ أشقار، مع اقتراح تجربة وجبة سمك على الطريقة المحلية في مطعم “سافور دو بواسون” او التوجه الى “لوسيان” لتذوق اطباق البحر مباشرة على الرمال.
كما خصص التقرير حيزا للحديث عن اماكن الاقامة، حيث استعرض عددا من الفنادق والرياضات التقليدية، مثل “دار سلطان” و”لا فيرمونتينا”، الى جانب وحدات فندقية فاخرة مثل “فيرمونت طازي بالاس” الذي يقدم تجربة راقية تطل على غابة الرميلات وساحل المحيط.
ولم تغفل الصحيفة الجانب العملي، اذ قدمت نصائح تتعلق بكيفية الوصول الى المدينة عبر الجو او البحر، ووسائل التنقل داخلها، من سيارات الاجرة الصغيرة الى امكانية استئجار سيارات خاصة او التنقل مشيا في المراكز النشطة. كما اقترحت تنظيم رحلات قصيرة انطلاقا من طنجة نحو مدن قريبة مثل أصيلة وشفشاون وتطوان.
ويأتي هذا الاهتمام ضمن سلسلة مقالات تخصصها لو فيغارو لاكتشاف الوجهات السياحية الصاعدة، معتبرة ان طنجة اصبحت اليوم من المدن التي تستعيد وهجها الثقافي والسياحي، بفضل ما شهدته من تحولات كبرى في مجال التهيئة الحضرية، وانجاز مشاريع ثقافية ورياضية ومينائية مهيكلة، تؤهلها لتكون وجهة اقليمية مرجعية على ضفاف المتوسط.
كما نوهت الصحيفة الى ان المدينة لا تعيش فقط على وهج الماضي، بل تنخرط اليوم في رؤية مستقبلية طموحة، تجعل من السياحة رافعة للتنمية الاقتصادية ومجالا حيويا يعكس الانفتاح المغربي على محيطه الدولي، سواء من خلال احتضان تظاهرات كبرى، او عبر الاستعداد لاستقبال اعداد متزايدة من الزوار في اطار عملية “مرحبا” التي تجسد سنويا اكبر حركة عبور للمهاجرين على مستوى الحوض المتوسطي.
وفي ختام الملف، شددت لو فيغارو على ان سحر طنجة يكمن في قدرتها على الجمع بين الهدوء والضجيج، بين البحر والمدينة، بين ذاكرة استعمارية تقاطعت فيها القوى الكبرى، وهوية مغربية متجذرة تستعيد موقعها بثقة وهدوء.