سجلت فرق الشمال لكرة القدم، خلال الموسم الرياضي الحالي الذي يُسدل ستاره، واحدا من أسوأ المواسم في تاريخ الكرة الشمالية، حيث نزل المغرب التطواني إلى القسم الوطني الثاني من البطولة الاحترافية لكرة القدم، ليجاور فريق شباب الريف الحسيمي القابع في قسم “الظلمات” منذ سنوات.
كما أن فريق اتحاد طنجة كان قاب قوسين أو أدنى من توديع القسم الأول “قسم الأضواء”، حيث نجا بصعوبة في المباريات الأخيرة، للحفاظ على بقائه ضمن فرق الصفوة. لكن ذلك لا يمحي أن الفريق سجل أيضا واحدا من أسوأ مواسمه الكروية.
وتأتي هذه النتائج السيئة جدا للفرق الشمالية بالرغم من أنها تتوفر على ثلاثة ألقاب في البطولة، في العصر “الاحترافي”، حيث حقق المغرب التطواني لقبين، موسمي 2011 – 2012 و2013 – 2014، وفاز اتحاد طنجة بلقب موسم 2017 – 2018.
وتعليقا على هذا التراجع الكبير في تنافسية فرق الشمال، خاصة الفرق الكبرى التي تمثل الجهة في البطولة الاحترافية، قال عبد اللطيف العافية، رئيس عصبة الشمال لكرة القدم، في تصريح خاص لـ”الشمال نيوز”، إن السبب الرئيسي لهذا الانحدار يكمن في “غياب الاهتمام الحقيقي بالفئات الصغرى”.
وأوضح أن الفرق الشمالية لم تعد تشتغل على تكوين القاعدة، عكس ما كان عليه الحال في السابق، حين كانت بعض الأندية، مثل المغرب التطواني في عهد عبد المالك أبرون، تولي اهتماما بالغا بمدارس التكوين والناشئين.
وأضاف العافية أن “غياب مراكز التكوين” يمثل عائقا كبيرا أمام تطوير أداء الأندية، مشيرا إلى أن مدنا مثل طنجة، تطوان، الحسيمة لا تتوفر حاليا على بنية تحتية رياضية مناسبة لاحتضان مراكز تكوين احترافية، وهو ما يجعل الاعتماد على الانتدابات الخارجية أمرا مكلفا وغير مستدام.
وتطرق العافية أيضا إلى “إكراه إغلاق الملاعب” الذي فرضته الاستعدادات لتنظيم كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، مشيراً إلى أن اتحاد طنجة كان من أبرز المتضررين من هذا الإغلاق، حيث اضطر إلى اللعب خارج ملعبه لعدة جولات، ما أثر على نتائجه.
وفي السياق ذاته، شدد العافية على ضرورة إحداث “تقارب وتنسيق حقيقي” بين الفرق القاعدية والأندية المحترفة، وتوفير الظروف الملائمة للأندية الصغيرة التي تُعتبر خزانات للمواهب.
وقال: “لدينا عدد كبير من الفرق في الأقسام الشرفية، لكن الدعم المالي ضعيف جدا، والوعي بضرورة دعم الجمعيات الرياضية غير كاف، حتى في مدينة اقتصادية كطنجة”.
وختم رئيس عصبة الشمال تصريحه بالتأكيد على أن “الموسم الحالي هو الأضعف في تاريخ البطولة من حيث الحضور الشمالي”، داعياً إلى إعادة النظر في استراتيجية التكوين والتدبير الرياضي، وجعل “المدارس والفئات الصغرى” حجر الزاوية في أي مشروع كروي مستقبلي.