تشهد المناطق الشمالية من المغرب استعدادات مكثفة لاستقبال موسم صيفي واعد، وسط توقعات بانتعاش سياحي غير مسبوق مدفوع بعودة قوية لأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، خاصة من إسبانيا ودول أوروبا الغربية.
وتُعزى هذه التوقعات الإيجابية إلى التحضيرات المتواصلة لعملية العبور الصيفية “مرحبا 2025″، التي يرتقب أن تعرف ارتفاعاً في عدد المسافرين والعربات مقارنة بالسنوات السابقة، في ظل مؤشرات أولية تفيد بإمكانية تجاوز النسبة المتوقعة رسمياً من طرف اللجنة المغربية–الإسبانية المشتركة، والتي حُددت في 4 بالمائة، بينما يرجّح خبراء أن تتخطى الزيادة عتبة 8 بالمائة.
ويعكس هذا التفاؤل المنحى التصاعدي الذي سجلته المملكة في السنوات الأخيرة من حيث أعداد المغاربة المقيمين بالخارج الذين يختارون قضاء عطلتهم الصيفية في وطنهم الأم، حيث بلغ عددهم خلال صيف 2024 ما يقرب من 3.8 مليون شخص، أكثر من نصفهم عبروا من الموانئ الشمالية، مما يؤكد الدور المحوري الذي تلعبه هذه المناطق في الدينامية السياحية الموسمية.
ويرى مهتمون بالشأن السياحي أن “الفضول الإيجابي” لاكتشاف التطورات التي يعرفها المغرب في البنية التحتية، وعلى رأسها مشاريع القطار الفائق السرعة وتحديث المطارات، يمثل عاملا محفزا إضافيا للجالية، خصوصا في ظل الاستعدادات الجارية لاحتضان المملكة لكأس إفريقيا للأمم 2025، ثم كأس العالم 2030.
وبالنظر إلى هذه المؤشرات، يُتوقع أن تشهد مدن مثل طنجة وتطوان والحسيمة وشفشاون طفرة في الطلب على الخدمات السياحية، مما يستدعي تعزيز قدراتها الاستيعابية وتجويد خدمات الاستقبال، لضمان تجربة مثالية لزوار الصيف، سواء من مغاربة العالم أو من السياح الدوليين الباحثين عن وجهات متوسطية تجمع بين الطبيعة والثقافة والضيافة.