أعطت الوكالة المغربية للدم ومشتقاته، أمس الخميس بمدينة طنجة، الانطلاقة الرسمية لجولتها الوطنية الكبرى تحت شعار: “نحو سيادة صحية في مجال الدم.. نظام ترابي لنقل الدم في خدمة مغرب الجهات”، وذلك في إطار الدينامية الجديدة لإصلاح المنظومة الصحية بالمملكة.
واختيرت جهة طنجة تطوان الحسيمة كنقطة انطلاق لهذه الجولة، باعتبارها جهة نموذجية في تفعيل تجربة المجموعات الصحية الترابية، وذلك تماشياً مع التوجيهات الملكية الرامية إلى إعادة هيكلة القطاع الصحي وتعزيز الحكامة الجهوية في تدبير الموارد الصحية، وفي مقدمتها الدم ومشتقاته.
وفي كلمة خلال افتتاح اللقاء، وصف كمال الدغمي، مدير الوكالة المغربية للدم ومشتقاته، هذه المحطة بـ”المنعطف التاريخي” في مسار إصلاح نظام نقل الدم بالمغرب، مؤكداً أن الأمر لا يتعلق بحملة تواصلية، بل بمقاربة استراتيجية وهيكلية ترابية تسعى إلى إرساء نظام جهوي فعّال ومستدام لنقل الدم.
وأشار الدغمي إلى أن اختيار جهة طنجة تطوان الحسيمة ينسجم مع رؤية وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، التي شرعت في تنزيل نموذج المجموعات الصحية الترابية، مضيفاً أن الطموح يتمثل في الانتقال من منطق الإدارة المركزية إلى منطق التنظيم المفوّض والأداء القابل للقياس على المستوى الجهوي.
كما شدد على أن الهدف الأسمى للوكالة هو تحقيق السيادة الصحية في مجال الدم بحلول سنة 2030، مبرزاً أهمية إشراك المراكز الاستشفائية الجامعية والمديريات الجهوية والمستشفيات، وكذا التعاون مع القطاع الخاص، في إطار روح من التكامل والمسؤولية.
من جهته، أكد عبد الله أولمعطي، عميد كلية الطب والصيدلة بطنجة، على أهمية التكوين المستمر في هذا المجال، باعتبار الكلية شريكاً أساسياً في تكوين الأطر الصحية، دعماً لجودة الخدمات وضمان الأمن الدموي.
وقد تميز اللقاء أيضاً بتنصيب خالد جيدان ممثلاً جهوياً للوكالة بجهة طنجة تطوان الحسيمة، حيث أكد التزامه بالعمل على إعادة هيكلة منظومة نقل الدم بالجهة، والرفع من عدد الحملات المتنقلة، وتعزيز الموارد البشرية والمادية، إلى جانب تكثيف الجهود للتوعية بأهمية التبرع بالدم.
وتندرج هذه الجولة في إطار الورش الملكي الهادف إلى إصلاح عميق وشامل للمنظومة الصحية الوطنية، عبر اعتماد مقاربة ترابية تستجيب لخصوصيات كل جهة، وتشمل مشاركة مختلف الفاعلين في القطاعين العام والخاص، مع تنظيم لقاء وطني لبلورة سياسة وطنية فعالة ودامجة في مجال الدم ومشتقاته.
ويؤكد هذا الورش الطموح التزام الوكالة المغربية للدم ومشتقاته ببناء نظام وطني لنقل الدم يتميز بالكفاءة والسلامة والاستدامة، بما يخدم كافة المواطنات والمواطنين، ويُكرّس مبادئ الجهوية المتقدمة والحكامة الجيدة في تدبير قطاع استراتيجي لصحة المغاربة.