مشروع اجتماعي في المضيق يثير جدلا بسبب تغييب مساهمة عقارية خاصة

لم يكن محمد لزعار يتوقع أن يثير تنازله عن بناية مرخصة لفائدة مشروع اجتماعي موجه للاطفال في وضعية هشاشة، كل هذا الصمت الرسمي. فالرجل، الذي قدمت اسرته العقار دون اي مقابل مادي، لم يطلب سوى كلمة طيبة، لكن المشروع انطلق دون اي اشارة الى مساهمته.

المركز الذي يشيد حاليا في حي فم العليق، يندرج ضمن برنامج سنة 2025 لمواكبة الاشخاص في وضعية هشاشة، ويقوم على اتفاقية تجمع اللجنة الاقليمية للتنمية البشرية بعمالة المضيق الفنيدق، العصبة المغربية لحماية الطفولة، مجلس العمالة، المجلس الجماعي، والمندوبية الاقليمية للتعاون الوطني.

لكن غياب اي توثيق او تنويه بمبادرة اسرة لزعار اثار استياء فاعلين محليين اعتبروا الامر تجاهلا مقصودا وسلوكا غير اخلاقي، خصوصا ان البناية التي تنازل عنها المتبرع كانت مرخصة وتقدر قيمتها بنحو 1.6 مليون درهم.

في التنمية لا يكفي احترام المساطر، بل يجب ايضا الاعتراف بالناس الذين يساهمون في انجاح المشاريع، يقول منتخب جماعي فضل عدم الكشف عن اسمه، مضيفا ان صمت المجلس الجماعي حيال هذه المبادرة يعكس حسابات ضيقة تتحكم في المشهد المحلي.

في المقابل، نفى مصدر رسمي من داخل الجماعة وجود نية للاقصاء، مؤكدا ان المشروع قانوني وان العقار يدخل ضمن الملك الجماعي، مضيفا ان عملية الهدم تمت وفق الضوابط.

ويعكس هذا الجدل المناخ المتوتر داخل مجلس جماعة المضيق، الذي يعيش منذ الانتخابات الاخيرة على وقع انقسامات صامتة تلقي بظلالها حتى على المبادرات الاجتماعية ذات الطابع الانساني.

لا توجد تعليقات